responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : درة الغواص في أوهام الخواص المؤلف : الحريري    الجزء : 1  صفحة : 206
يُقَال: جلس بِبَابِهِ، لِئَلَّا يتَوَهَّم السَّامع أَن المُرَاد بِهِ: استعلى على الْبَاب وَجلسَ فَوْقه.
قَالَ الشَّيْخ الرئيس أَبُو مُحَمَّد رَحمَه الله: وَقد أذكرني مَا أوردته نادرة تلِيق بِهَذَا الموطن، حَكَاهَا لي الشريف أَبُو الْحسن النسابة الْمَعْرُوف بالصوفي رَحمَه الله، قَالَ: اجتاز البستي بِابْن البواب وَهُوَ جَالس على عتبَة بَابه، فَقَالَ: أَظن الْأُسْتَاذ يقْصد حفظ النّسَب، بِالْجُلُوسِ على العتب.
وَمِمَّا يوهمون فِيهِ أَيْضا: قَوْلهم: خرج عَلَيْهِ خراج وَوجه القَوْل أَن يُقَال: خرج بِهِ.
وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: رميت بِالْقَوْسِ، وَالصَّوَاب أَن يُقَال: رميت عَن الْقوس أَو على الْقوس، كَمَا قَالَ الراجز:
(ارمي عَلَيْهَا وَهِي فرع أجمع ... وَهِي ثَلَاث أَذْرع وإصبع)
فَإِن قيل: هلا أجزتم أَن تكون الْبَاء فِي هَذَا الموطن قَائِمَة مقَام عَن أَو على، كَمَا جَاءَت بِمَعْنى عَن فِي قَوْله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {سَأَلَ سَائل بِعَذَاب وَاقع} وَبِمَعْنى على فِي قَوْله تَعَالَى: {وَقَالَ اركبوا فِيهَا بِسم الله مجْراهَا وَمرْسَاهَا} .
فَالْجَوَاب عَنهُ أَن إِقَامَة بعض حُرُوف الْجَرّ مقَام بعض إِنَّمَا جوز فِي المواطن الَّتِي يَنْتَفِي فِيهَا اللّبْس وَلَا يَسْتَحِيل الْمَعْنى الَّذِي صِيغ لَهُ اللَّفْظ.
وَلَو قيل هَاهُنَا: رمى بِالْقَوْسِ لدل ظَاهر الْكَلَام على انه نبذها من يَده، وَهُوَ ضد المُرَاد بِلَفْظِهِ: فَلهَذَا لم يجز التأول للباء فِيهِ.
[172] وَيَقُولُونَ حَتَّى، فيميلونها مقايسة على إمالة مَتى، فيخطئون فِيهِ لِأَن

اسم الکتاب : درة الغواص في أوهام الخواص المؤلف : الحريري    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست